الثلاثاء، 13 أكتوبر 2009

عين الرضا




منذ عامين .. حينما كنت مثقلة لعدة أيام بفكرة الدخول إلى عالم المدونات لتكون لى بابا للتعبير عما يعج به عقلى من أفكار لا أترك لها مساحة للإنطلاق إلا حين أتحدث مع والدى .. و يكون ذلك لفترات متقطعة من اليوم و لذلك تأتى الأفكار أيضا متقطعة غير مسترسلة .. حينها وجدتنى أستيقظ من النوم على كلمة أرددها فى سرى كانت هذه العبارة هى " عين الرضا ".. لماذا هذه العبارة بالذات لا أعرف ربما رددت فى نفسى فيما بعد بيت الشعر الذى حفظته عن أبى أيضاً و الذى يقول :


و عين الرضا عن كل عيب كليلة ..... و لكن عين السخط تبدى المساوى



وكما يتضح من هذا البيت .. فإن المعنى من وراءه هو أنك حينما ترضى عن شيىء و يعجبك فإنك قليلا ما ترى فيه العيوب و العكس صحيح .. فالإنسان عندما يكره شيىء فإنه يرى كل السيئات به .. لكننى هنا إلتقطت أول الخيط .. أى أول كلمتين فى البيت و هما " عين الرضا " و قررت أن أجعل من تلك العبارة عنوانا لمدونتى .. و لكنى فكرت بطريقة مختلفة قليلا و هى أن لكل إنسان عينان كما خلقهما الله سبحانه و تعالى .. عين للرضا و عين للسخط .. و حتى أوضح ما أقصده .. فإن هناك عين ترى الجانب الحسن من موضع رؤيتها و العين الأخرى ترى الجانب السيىء أيضا من موضع رؤيتها .. فمن المؤكد أن ليس هناك شيىء مطلق فى هذه الحياة و أن كل شيىء يحمل فى طياته جانباً حسناً و جانباً سيئاً .. ومن هنا خلق الله للإنسان عينين حتى لا ترى جانبا واحدا فقط فرؤية الإنسان الحقيقية تكتمل بوجهتى نظر و ليس بوجهة واحدة و العين تلتقط الصورة من زاويتين مختلفتين نراهما فى النهاية على أنهما صورة واحدة

المهم قررت و أنا فى حالة رضا عن هذا العنوان أن أعلن حالة الرضا فيما يخص هذه المدونة و هو ما يعتبر بالنسبة لى سباحة ضد التيار خاصة أننى من الأشخاص الذين قلما يرضون عن شيىء مما يحيط بنا

إذن فقد إرتضيت و أنا فى كامل قواى العقلية أن أنحى حالة السخط جانبا داخل هذه المدونة و أن أركز على الجانب الإيجابى الذى أرضى عنه تجاه أى شيىء سواء كان ذلك عملا فنيا كفيلم أو مسرحية أو قصيدة أو كتاب .. أو حتى جانب من الواقع الذى نحياه و الذى تمكن من أن يثير فى نفسى الإعجاب

لذا سأترك عين الرضا وحدها هنا لتختار و تلتقط .. الأشياء التى أعجبتها لتقدمها لكم و تشرككم معها فى ذلك.. عل إحساس الرضا لدينا يكبر و يتنامى و يصير عادة بإذن الله تعالى